التاريخ : 9/4/2003 ... في مثل هذا اليوم من التاسع من شهر أبريل ...
لحظة الذل الشنيع ..لحظة كاد فيها يتوقف
قلبي عن النبض
|
كنت أضع الكثير من الآمال على انتصار وشيك
للعراق على العلوج و المرتزقة كما كان يسميهم الوزير الصحاف ...وقلت في نفسي ستنتصر
بغداد حتما أليست سليلة الخلافة العباسية وحاضرتها التي طالما مشى على ترابها فخراً
أعظم القادة...فمن ينسى هارون الرشيد وكيف تعامل مع نقفور كلب الروم وأذلاله له و من ينسى فعلة المعتصم حينما استنجدت به إمراءة
من عمورية وقالت : وامعتصماااااه ...التاريخ يحكي العز والكرامة ولكننا في حاضرنا نعايش
الذل والمهانة ....
في ذاك اليوم البشع كنت مصدوما مذهولا لساعات
وأنا فاغر فاهي لما يحدث من دخول سهل للقوات الكافرة و اسقاط لتمثال صدام ورفع العلم
الأمريكي في قلب بغداد بمساعدة المطبلين والخونة الذين يطبلون لكل منتصر ...أليسو هم
من كانوا يقولون قبلها بأيام ...بالروح بالدم نفديك ياصدام والآن يضربون تمثاله بالنعال؟؟!!
خنقتني العبرة ولم أستطع الكلام, انزويت
بعيدا وذرفت عيناي دموع الحسرة والألم على حال الأمة التي كانت يوما خير أمة أخرجت
للناس ...كيف أصبحنا هكذا أضحوكة بين الأمم ...ضعفاء ...جبناء ...خونة ...أذلاء
...حينها مسكت محبرتي و وجدت يدي تكتب من غير ما أدني شعور مني هذه الأبيات التالية
أعتذر فيها إلى بغداد ...و ما كنت أكتب شعراً قبلها....
عذرا بغداد
آهات مجروح من القلب تنبعث
لبغداد حزنا لها القلب ينفطر
أواه ثم أواه خا رجـــــــــة
من قلب محب لها يعتصر
أتحزن من تدنيس العلوج لها
أم من خيانة القائل سينتحروا
وقلنا ستهزم جيوش الكفر قاطبة
ونحصد عزا عظيما ونفتخر
لكنهم دخلوا والعز هم حصدوا
فلا هم انتحــروا ولا دحــــروا
فتلفتت يمنة وشملة ثم قالت
من ذا إلى علوج الروم يبتدر
فلم تسمع من المسلمين
سوى مقالتهم إنا مــعك ننتظــر
فنادت بغداد وارشيداه وامعتصماه
ولها دمع مثل الغيث ينهمر
ومن حزنها تذكرت مقالة للرشيد
إنا على كلاب الروم ننتصر
وتهيأت أمره للمسلمين بنحرهم
يقودهم وهو في مشيه يتبختر
حينها قال انحروا كلاب الروم قاطبة
ولكن من ذا بأمرك ياهارون يأتمر
لقد أسمعت صما قد انبطحوا
ولجيوش الروم قد انكسروا
عذرا يارشيد عذرا فإنا أمة
على فراش الموت تحتضر
وقل لدار الخلافة أن اصبري
ونحن إليك يابغداد نعتذر
فيارب أعد لنا عزة وكــرامــــة
بهما على جيوش الظلم ننتصر
وابعث لنا من مثل أولنا
قوما بفعالهم لا بأقوالهم نفتخر
هذه بعض آهات قد انبعثت
لبغداد حزنا لها القلب ينفطر