الأربعاء، 9 أبريل 2014

عذرا بغداد


التاريخ : 9/4/2003 ... في مثل هذا اليوم من التاسع من شهر أبريل ...

لحظة الذل الشنيع ..لحظة كاد فيها يتوقف قلبي عن النبض
  
كنت أضع الكثير من الآمال على انتصار وشيك للعراق على العلوج و المرتزقة كما كان يسميهم الوزير الصحاف ...وقلت في نفسي ستنتصر بغداد حتما أليست سليلة الخلافة العباسية وحاضرتها التي طالما مشى على ترابها فخراً أعظم القادة...فمن ينسى هارون الرشيد وكيف تعامل مع نقفور كلب الروم وأذلاله له  و من ينسى فعلة المعتصم حينما استنجدت به إمراءة من عمورية وقالت : وامعتصماااااه ...التاريخ يحكي العز والكرامة ولكننا في حاضرنا نعايش الذل والمهانة ....

في ذاك اليوم البشع كنت مصدوما مذهولا لساعات وأنا فاغر فاهي لما يحدث من دخول سهل للقوات الكافرة و اسقاط لتمثال صدام ورفع العلم الأمريكي في قلب بغداد بمساعدة المطبلين والخونة الذين يطبلون لكل منتصر ...أليسو هم من كانوا يقولون قبلها بأيام ...بالروح بالدم نفديك ياصدام والآن يضربون تمثاله بالنعال؟؟!!

خنقتني العبرة ولم أستطع الكلام, انزويت بعيدا وذرفت عيناي دموع الحسرة والألم على حال الأمة التي كانت يوما خير أمة أخرجت للناس ...كيف أصبحنا هكذا أضحوكة بين الأمم ...ضعفاء ...جبناء ...خونة ...أذلاء ...حينها مسكت محبرتي و وجدت يدي تكتب من غير ما أدني شعور مني هذه الأبيات التالية أعتذر فيها إلى بغداد ...و ما كنت أكتب شعراً قبلها....

عذرا بغداد

آهات مجروح من القلب تنبعث
لبغداد حزنا لها القلب ينفطر

أواه ثم أواه خا رجـــــــــة
من قلب محب لها يعتصر

أتحزن من تدنيس العلوج لها
أم من خيانة القائل سينتحروا

وقلنا ستهزم جيوش الكفر قاطبة
ونحصد عزا عظيما ونفتخر

لكنهم دخلوا والعز هم حصدوا
فلا هم انتحــروا ولا دحــــروا

فتلفتت يمنة وشملة ثم قالت
من ذا إلى علوج الروم يبتدر

فلم تسمع من المسلمين
سوى مقالتهم إنا مــعك ننتظــر

فنادت بغداد وارشيداه وامعتصماه
ولها دمع مثل الغيث ينهمر

ومن حزنها تذكرت مقالة للرشيد
إنا على كلاب الروم ننتصر

وتهيأت أمره للمسلمين بنحرهم
يقودهم وهو في مشيه يتبختر

حينها قال انحروا كلاب الروم قاطبة
ولكن من ذا بأمرك ياهارون يأتمر

لقد أسمعت صما قد انبطحوا
ولجيوش الروم قد انكسروا

عذرا يارشيد عذرا فإنا أمة
على فراش الموت تحتضر

وقل لدار الخلافة أن اصبري
ونحن إليك يابغداد نعتذر

فيارب أعد لنا عزة وكــرامــــة
بهما على جيوش الظلم ننتصر

وابعث لنا من مثل أولنا
قوما بفعالهم لا بأقوالهم نفتخر

هذه بعض آهات قد انبعثت
لبغداد حزنا لها القلب ينفطر

الخميس، 27 مارس 2014

لامية صوماليلاند



هذه القصيدة التي اسميتها لامية صوماليلاند كتبتها قبل سنوات بمناسبة اليوم الوطني لجمهورية صوماليلاند 18 مايو, و هي على وزن لامية العرب و العجم للشنفري و الطغرائي. اليوم أضفنا تسجيل مصور للقصيدة.

لامية صوماليلاند

صوماليلاند يا دولة العز دولتنا
أنت المنى و مهجة الروح لم تزلِ

فيك الأهل و الأحباب قد سكنوا
فيك القـلـب مدفــون مــدى الأزلِ

في 18 مايو تزدان الأرض لفرحتنا
و تلبس للعيد أحلى و أجمل الحللِ

و ينتشر العود و المسك في أراضينا
و بالزعفران و ماء الورد نغتسلِ

يوم عظيم ننسى فيه اختلاف قادتنا
و نصبح قلبا واحدا من غير ما علل

أيها العــالم الحــر اسمع مطــالبنا
فنحن قوم نسعى للعلى بلا كــلل

نريد حكومتنا حقــــا نطــــالبهــا
نريدها شــامخة في كــل مُحتفـلِ 

راية التوحيد دومـــا نرفـعهــا
ضد الظلم و ضد كل ذي خـطـلِ

رأينا من الوحدة ما حزً خاطرنا
رأينا التشريد و زرنـا كـل معتقـلِ

فقررنا قرارا استرجاع دولـتنا
و من يلدغ مرتين أهو ذو عقل؟

هكذا كــــان اختيــــار أمـتنــا
هكذا مضينا من غير شكٍ ولا وجل

فكان الاعترافُ و الاستقلالُ غايتنا
و مازلنا نسعـــى له دونمــا كـلل

و لأجله سعى صغيرنا و كبيرنا
سعيـــا حـثيثـــا جِـــدُ متصـــلِ

فارفعوا بأكفكم إلى الله متجهـــاً
و قولوا: يا رب بلغنا غاية الأملِ

 * التسجيل المصور: 



الجمعة، 17 يناير 2014

صرخة طفل





من أبكاك أيها الطفل الصغير؟
من أجاعك و من يتمك ؟
من ضيع دولتك؟

قتل الأخ أخاه
و تناهب الجيران
تقاتلوا على كرسي
فلم يجلبوا سوى الخراب
و الشتات لمن فوق التراب

ربع قرن مضى و هم في جدال
و مازالوا في خصام
ربع قرن مضى وضاعت الآمال
و تلاشت أحلام الأجيال

فكل ما يهم الآن قطعة خبز
و كبرياء زائف أمام المرآة
لعلنا نرى في تقاسيم الوجوه
بقية جمال يتلاشى

عذرا أيها الصغير عذرا
فليس ذنبك ما حدث
فأمامك جيلٌ ضيع مستقبلك
و لم يرعى طفولتك
و لم يسمع صرختك

فاعذرني إني استسمحك
فقد عجزنا عن نجدتك
و لم نسمع صرختك

السبت، 4 يناير 2014

العصفور الأخضر


قبل مدة قصيرة رأيت في المنام امرأة فاتنة وسمعت هاتفاً يهتف في المنام بيتا من الشعر:


أحببتك حتى سكرت من الهوى *** ومثلي لم يك من قبل يَسكر

و في الحقيقة فإنني توقفت عن كتابة الشعر منذ ما يزيد على ثلاثة سنوات, اتجهت فيها لأنواع أخرى مثل الخواطر و المقالات و لكنني لسبب ما توقفت عن كتابة الشعر. و كان أنني لم أكتب قط عن شعر الغزل و قد كنت أتمنى ذلك لكن الإلهام خذلني.
هذه المرة أتاني الالهام من المنام و هي المرة الثانية التي اسمع فيها بيتاً من الشعر في المنام ثم أكمله حال اليقظة. كان أول الهام جاءني في المنام قبل أربع أو خمس سنوات في يوم عرفة فقد رأيت في المنام المسلمين و هم على صعيد عرفة و هم يدعون الله. فجاءني هاتف يهتف:

حاولت الكتابة بكل اللغات *** مستعطفاً و مسترحماً رب العباد

و حينما استيقظت أكملت الأبيات في قصيدة سميتها: في يوم عرفات اتاني منام, أما الآن و بعد سنوات عجاف من الانقطاع عن الشعر أتاني هذا المنام الغزلي فكانت فرصة لم أحب تفويتها لأكتب تلك القصيدة الغزلية التي طالما أردتها. فلنعتبرها محاولة شعرية أخيرة قبل اعتزال الشعر و اعتزال الغرام. القصيدة سميتها بالعصفور الأخضر.

العصفور الأخضر

أحببتك حتى سكرت من الهوى *** ومثلي لم يك من قبل يَسكر
سيدتي قدك المياس أذهلني *** و نور وجهك أدهشني أكثر
حياؤك ينساب كقطر الندى*** و ابتسامتك أجمل منظر
وجدت أخلاقك بين الورى*** أزكى من مسكٍ و عنبر
فروحك هدية السماء لي*** و يكفيني أن لونك أسمر
أيا نجمة في فلق الضحى ***جمعت شتات القلب حين تبعثر
و أعدتني لعهد الصبا الجميل ***حـين ظننت حُلمـي تبخر
فقد غدوت بلسم روحي *** كعصفور بديع ريشه أخضر
يطير في فضاء الكون حراً*** يحلق يغرد, لعينيَ ينظر
فأغرق في بحر عينيه طوعاً *** لعلي بكنز البحر أظفر
ماذا فعلت بي؟ كيف سحرتني***فعينيَ لم تعد غيرك تبصر
أسرتِ لبي , سلبت عقلي *** و لم أر مثلك بين البشر
فهل هو سحر الحب سيدتي؟ *** أم هو إعجابٌ لا أكثر
بالله عليك أجيبيني أجيبيني *** فعينيَ لم تعد غيرك تبصر

وقد سجلت فيديو صوتي للقصيدة آمل أن ينال استحسانكم :